**مدخـــل إلى الكتابة الأمازيغية1**
الغريب :: الغريب العام :: منتدى اللغات :: النقاش الأمازيغي
صفحة 1 من اصل 1
**مدخـــل إلى الكتابة الأمازيغية1**
مدخـــل إلى الكتابة الأمازيغية
الدكتور جميل حمداوي
تمهيـــد:
حينما نتحدث عن اللغة الأمازيغية ونجعلها محورا للبحث والدرس فلابد من التطرق إلى الكتابة الأمازيغية باعتبارها ناقلة للإرث الحضاري الأمازيغي منذ القديم. وهذه الكتابة هي أس الكينونة الأنطولوجية للإنسان الأمازيغي والمعبر الأيقوني والصوري الحقيقي عن أفكاره ومشاعره ووجدانه ومخياله الذهني والعقلي والوجداني والحركي.
ولابد من تتبع الكتابة الأمازيغية وخطوطها الأساسية لمعرفة تجلياتها الحضارية والثقافية واستقراء تطورها على مستوى التدوين والتوثيق لمعرفة تاريخ الإنسان الأمازيغي ومنجزاته الفكرية والعملية والإبداعية. وكل ذلك لأن الكتابة الأمازيغية تسعف الباحثين والدارسين بواسطة نقوشها الراسخة على الكهوف والصخور والأحجار والمغارات الموجودة في الجبال والبوادي والمدن والصحاري وعبر شواهدها المأتمية وزخارف الزرابي ومن خلال ظاهرة الوشم التزيينية من التعرف على حضارة الأمازيغيين وثقافتهم وطرائق حياتهم المعيشية وسبل تأقلمهم مع الطبيعة التي تحيط بهم.
إذا، ماهي الكتابة الأمازيغية؟ وماهي خصوصياتها اللسنية والأيقونية؟ وما هي أهم التطورات التي عرفتها هذه الكتابة عبر تاريخ الكينونة الأمازيغية؟ هذه هي الأسئلة التي سنرصدها في موضوعنا هذا.
1/ فصيـــلة اللغة الأمازيغية:
من المعروف في فقه اللغة أن اللغة الأمازيغية من اللغات القديمة التي تنتمي إلى الفصيلة الحامية إلى جانب المصرية والبربرية والكوشيتية. " وقد اصطلح على إدخالها في مجموعة واحدة، مع أن صلات القرابة بينها ضعيفة، ولذلك يعد بعضهم كل فرع منها مستقلا برأسه على حدة.
واللغة البربرية هي في الحقيقة لغة السكان الأصليين لشمال إفريقية(تونس والمغرب والجزائر وطرابلس والصحراء والجزر المتاخمة لها). وأهمها اللغة القبائلية Kabyle والتماشكية Temachek ، وهي لغة قبائل التوارج Touareg( الطوارق).
وأما الكوشيتية فهي لغة السكان الأصليين للقسم الشرقي من أفريقية، وبها يتكلم نحو ثلث سكان الحبشة. وهناك مناطق في الحبشة تتكلم بلغة سامية."1
ويذهب الكثير من الدارسين اللغويين في مداخلاتهم وأبحاثهم اللسانية إلى أن البربرية متفرعة عن لغات الفصيلة السامية، أما أحمد بوكوس فيرى أنها " لغة مستقلة من حيث العلاقة الوراثية بالنسبة للعربية الفصحى،إذ تنتمي الأمازيغية إلى مايسمى بفصيلة اللغات الحامية، بينما تدخل العربية ضمن فصيلة اللغات السامية، وإن كانت هاتان الفصيلتان تشتركان على مستوى أعلى في إطار فصيلة الحامية- السامية وفي الفصيلة الإفريقية – الآسيوية." 2
ومن هنا، يتبين لنا أن هناك من يدرج الأمازيغية ضمن الفصيلة الحامية، ومن يدرجها ضمن الفصيلة السامية، ومن يدرجها ضمن الفصيلة اليافتية، وهناك من يعتبرها كيانا لغويا مستقلا بنفسه .
هذا، فالأمازيغية من أقدم الأبجديات العالمية إلى جانب الأبجدية الهيروغليفية والأبجدية اليونانية والأبجدية المصرية، كما أنها من أقدم الأبجديات في أفريقيا إلى جانب الأبجدية الأثيوبية المعروفة بالمروية..
2/ جغرافية اللغة الأمازيغية:
تنتشر اللغة الأمازيغية بشمال أفريقيا أو ما يسمى ببلاد تامازغا منذ مالا يقل عن 5000 سنة كما تدل على ذلك مجموعة من النقوش والوثائق الأركيولوجية . وكانت الرقعة اللغوية الأمازيغية منذ فجر التاريخ القديم تمتد من حدود سيوة المصرية وشمال السودان شرقا إلى جزر الخالدات في المحيط الأطلسي غربا، ومن الأندلس وصقلية شمالا إلى دول جنوب الصحراء الكبرى كموريطانيا ومالي والنجير وبوركينافاصو، وتقدر مساحة اللغة الأمازيغية بخمسة ملايين كلم2، وأهم مجموعة أمازيغية هي التي تستوطن المغرب الأقصى.3
وتوجد اللغة الأمازيغية أيضا بكثرة خارج رقعتها الأصلية في هولندة وفرنسا وبلجيكا وألمانيا وإسپانيا وجزر الكناريا الإسپانية التي يقطنها الغوانش الذين كانوا يتحدثون بالأمازيغية الكنارية قبل أن يقضي الاستعمار الإسپاني على اللغة الأمازيغية فيها. ومازال الغوانش يدافعون عن اللغة الأمازيغية ويسعون جادين إلى إحيائها وبعثها مرة أخرى.
ويشير شارل أندري جوليان في كتابه" تاريخ شمال أفريقيا" إلى دراسة قام بها وليام مارسي توصلت إلى أن " نسبة الناطقين بالبربرية هي 23 % في ليبيا، و1% في تونس، و27% في مقاطعة وهران. وقد تجاوزت هذه النسبة 40% في المغرب الأقصى. لكن الأمر لايعدو الفروق اللغوية. فليس هناك خطأ أعظم من الاعتقاد- كما فعله البعض في كثير من الأحيان- في أن التقسيم بين الناطقين بالعربية والناطقين بالبربرية يعكس تقابلا بين جنس عربي وجنس بربري. إن الأمر لايدل إلا على أن اللهجات البربرية استقرت في جهات جبلية أصعب منالا على الغزاة، بينما استسلمت في جهات أخرى إلى لغة أكثر مسايرة للضرورات الاجتماعية."4
ويتحدث بالأمازيغية أكثر من 40مليون نسمة، وهي لغة وطنية في النيجر والجزائر ، بيد أن المغرب وتونس لم يعترفا بها بعد، ولم يخضعاها للدسترة القانونية والشرعية الرسمية، لكنها ممنوعة في ليبيا بشكل مطلق وبصيغة تعسفية.
وتنقسم اللغة الأمازيغية إلى لهجات عدة وهي: تامازيغت، وتاريفت، وتاشلحيت بالمغرب، واللهجة القبائلية، واللهجة الشاوية، ولهجة بني مزاب، ولهجة بني صالح بالجزائر ، واللهجة الزوارية ، واللهجة النفوسية، و اللهجة الغدامسية، ولهجة أوجلة، ولهجة سكنة بليبيا، واللهجة الطوارقية ببلاد الطوارق المحاذية للجزائر ومالي والنيجر، واللهجة السيوية في مصر. أما في تونس فيمكن الحديث عن مجموعات ساقية ومجورة وسند وتامزرات وشنين ودويرات وجربة. وتوجد مجموعة ئزناگن أو زناكة في الحدود الموريطانية-السينيغالية.
ويمكن أن نضع تقسيما آخر لانتشار الأمازيغية حسب القبائل، فهناك على العموم لهجات رئيسية يمكن حصرها في: اللهجات الزناتية،واللهجات المصمودية، واللهجات الصنهاجية. فاللهجات الزناتية تنتشر بشكل واسع في الجزائر وتونس وليبيا وتوجد بشكل أضعف في المغرب.أما اللهجات المصمودية فتوجد بشكل كبير في المغرب الأقصى. أما اللهجات الصنهاجية فتنتشر هنا وهناك في مناطق محددة في المغربين: الأوسط والأقصى، وفي المناطق الجنوبية المحاذية للصحراء.5
3/ مفهوم كلمة تيفيناغ:
تسمى كتابة الأمازيغيين بتيفيناغ أو تفنغ Tifinag أي خطنا أو كتابتنا أو اختراعنا، وقد وصلتنا هذه الكتابة مخطوطة عبر مجموعة من النقوش والصخور وشواهد القبور منذ آلاف من السنين، ولدينا من ذلك أكثر من ألف نقش على الصفائح الحجرية ، بل يفوق 1300 نصا .6
ومن ناحية أخرى، يذهب بعض الدارسين إلى أن تيفيناغ مشتقة من فنيق وفينيقيا. ويعني هذا أن اللغة الأمازيغية فرع من الأبجدية الفينيقية الكنعانية. وفي هذا يقول عبد الرحمن الجيلالي" لقد أقبل البربر على اللغة الكنعانية الفينيقية، عندما وجدوا ما فيها من القرب من لغتهم وبسبب التواصل العرقي بينهم وبين الفينيقيين".7
ويذهب الدكتور عزالدين المناصرة إلى أن اللغة الأمازيغية وأبجديتها فينيقية الأصل وكنعانية النشأة وعربية الجذور والأصول:" اللغة الأمازيغية متعددة اللهجات وهي قابلة للتطور إلى لغة راقية كالعربية وكتابتها بالحروف الطوارقية (التيفيناغ) هو الأصل، فالمفرد المذكر هو كلمة (أفنيق) مما يوحي فورا بكلمة فينقيا، وهذا يدلل على الأرجح أن اللغة الأمازيغية كنعانية قرطاجية، ولم تكن الكنعانية القرطاجية الفينيقية لغة غزاة، لأن القرطاجيين الفينيقيين هم الموجة الثانية من الكنعانيين. وبما أن أصل البربر الحقيقي هو أنهم كنعانيون فلسطينيون ولبنانيون على وجه التحديد، فإن السكان الأصليين للجزائر، البربر الأمازيغ، أي الموجة الأولى الكنعانية استقبلوا أشقاءهم الكنعانيين الفينيقيين ليس كغزاة، بل بصفتهم استكمالا للموجة الأولى. ومن الطبيعي بعد ذلك أنهم امتزجوا بالرومان والإغريق واللاتين. فالأصل أن تكتب الأمازيغية بحروف التيفيناغ التوارگية الكنعانية القرطاجية الفينيقية، وأصل هذه الحروف يعود إلى الكنعانية الفينيقية والعربية اليمنية الجعزية."8
وعلى أي، فكلمة تيفيناغ لايقصد بها الإحالة على الكتابة الفينيقية، بل نعني بها الكتابة أو الخط أو العلامة أو الحرف أو ما اخترعه الأمازيغيون.
الدكتور جميل حمداوي
تمهيـــد:
حينما نتحدث عن اللغة الأمازيغية ونجعلها محورا للبحث والدرس فلابد من التطرق إلى الكتابة الأمازيغية باعتبارها ناقلة للإرث الحضاري الأمازيغي منذ القديم. وهذه الكتابة هي أس الكينونة الأنطولوجية للإنسان الأمازيغي والمعبر الأيقوني والصوري الحقيقي عن أفكاره ومشاعره ووجدانه ومخياله الذهني والعقلي والوجداني والحركي.
ولابد من تتبع الكتابة الأمازيغية وخطوطها الأساسية لمعرفة تجلياتها الحضارية والثقافية واستقراء تطورها على مستوى التدوين والتوثيق لمعرفة تاريخ الإنسان الأمازيغي ومنجزاته الفكرية والعملية والإبداعية. وكل ذلك لأن الكتابة الأمازيغية تسعف الباحثين والدارسين بواسطة نقوشها الراسخة على الكهوف والصخور والأحجار والمغارات الموجودة في الجبال والبوادي والمدن والصحاري وعبر شواهدها المأتمية وزخارف الزرابي ومن خلال ظاهرة الوشم التزيينية من التعرف على حضارة الأمازيغيين وثقافتهم وطرائق حياتهم المعيشية وسبل تأقلمهم مع الطبيعة التي تحيط بهم.
إذا، ماهي الكتابة الأمازيغية؟ وماهي خصوصياتها اللسنية والأيقونية؟ وما هي أهم التطورات التي عرفتها هذه الكتابة عبر تاريخ الكينونة الأمازيغية؟ هذه هي الأسئلة التي سنرصدها في موضوعنا هذا.
1/ فصيـــلة اللغة الأمازيغية:
من المعروف في فقه اللغة أن اللغة الأمازيغية من اللغات القديمة التي تنتمي إلى الفصيلة الحامية إلى جانب المصرية والبربرية والكوشيتية. " وقد اصطلح على إدخالها في مجموعة واحدة، مع أن صلات القرابة بينها ضعيفة، ولذلك يعد بعضهم كل فرع منها مستقلا برأسه على حدة.
واللغة البربرية هي في الحقيقة لغة السكان الأصليين لشمال إفريقية(تونس والمغرب والجزائر وطرابلس والصحراء والجزر المتاخمة لها). وأهمها اللغة القبائلية Kabyle والتماشكية Temachek ، وهي لغة قبائل التوارج Touareg( الطوارق).
وأما الكوشيتية فهي لغة السكان الأصليين للقسم الشرقي من أفريقية، وبها يتكلم نحو ثلث سكان الحبشة. وهناك مناطق في الحبشة تتكلم بلغة سامية."1
ويذهب الكثير من الدارسين اللغويين في مداخلاتهم وأبحاثهم اللسانية إلى أن البربرية متفرعة عن لغات الفصيلة السامية، أما أحمد بوكوس فيرى أنها " لغة مستقلة من حيث العلاقة الوراثية بالنسبة للعربية الفصحى،إذ تنتمي الأمازيغية إلى مايسمى بفصيلة اللغات الحامية، بينما تدخل العربية ضمن فصيلة اللغات السامية، وإن كانت هاتان الفصيلتان تشتركان على مستوى أعلى في إطار فصيلة الحامية- السامية وفي الفصيلة الإفريقية – الآسيوية." 2
ومن هنا، يتبين لنا أن هناك من يدرج الأمازيغية ضمن الفصيلة الحامية، ومن يدرجها ضمن الفصيلة السامية، ومن يدرجها ضمن الفصيلة اليافتية، وهناك من يعتبرها كيانا لغويا مستقلا بنفسه .
هذا، فالأمازيغية من أقدم الأبجديات العالمية إلى جانب الأبجدية الهيروغليفية والأبجدية اليونانية والأبجدية المصرية، كما أنها من أقدم الأبجديات في أفريقيا إلى جانب الأبجدية الأثيوبية المعروفة بالمروية..
2/ جغرافية اللغة الأمازيغية:
تنتشر اللغة الأمازيغية بشمال أفريقيا أو ما يسمى ببلاد تامازغا منذ مالا يقل عن 5000 سنة كما تدل على ذلك مجموعة من النقوش والوثائق الأركيولوجية . وكانت الرقعة اللغوية الأمازيغية منذ فجر التاريخ القديم تمتد من حدود سيوة المصرية وشمال السودان شرقا إلى جزر الخالدات في المحيط الأطلسي غربا، ومن الأندلس وصقلية شمالا إلى دول جنوب الصحراء الكبرى كموريطانيا ومالي والنجير وبوركينافاصو، وتقدر مساحة اللغة الأمازيغية بخمسة ملايين كلم2، وأهم مجموعة أمازيغية هي التي تستوطن المغرب الأقصى.3
وتوجد اللغة الأمازيغية أيضا بكثرة خارج رقعتها الأصلية في هولندة وفرنسا وبلجيكا وألمانيا وإسپانيا وجزر الكناريا الإسپانية التي يقطنها الغوانش الذين كانوا يتحدثون بالأمازيغية الكنارية قبل أن يقضي الاستعمار الإسپاني على اللغة الأمازيغية فيها. ومازال الغوانش يدافعون عن اللغة الأمازيغية ويسعون جادين إلى إحيائها وبعثها مرة أخرى.
ويشير شارل أندري جوليان في كتابه" تاريخ شمال أفريقيا" إلى دراسة قام بها وليام مارسي توصلت إلى أن " نسبة الناطقين بالبربرية هي 23 % في ليبيا، و1% في تونس، و27% في مقاطعة وهران. وقد تجاوزت هذه النسبة 40% في المغرب الأقصى. لكن الأمر لايعدو الفروق اللغوية. فليس هناك خطأ أعظم من الاعتقاد- كما فعله البعض في كثير من الأحيان- في أن التقسيم بين الناطقين بالعربية والناطقين بالبربرية يعكس تقابلا بين جنس عربي وجنس بربري. إن الأمر لايدل إلا على أن اللهجات البربرية استقرت في جهات جبلية أصعب منالا على الغزاة، بينما استسلمت في جهات أخرى إلى لغة أكثر مسايرة للضرورات الاجتماعية."4
ويتحدث بالأمازيغية أكثر من 40مليون نسمة، وهي لغة وطنية في النيجر والجزائر ، بيد أن المغرب وتونس لم يعترفا بها بعد، ولم يخضعاها للدسترة القانونية والشرعية الرسمية، لكنها ممنوعة في ليبيا بشكل مطلق وبصيغة تعسفية.
وتنقسم اللغة الأمازيغية إلى لهجات عدة وهي: تامازيغت، وتاريفت، وتاشلحيت بالمغرب، واللهجة القبائلية، واللهجة الشاوية، ولهجة بني مزاب، ولهجة بني صالح بالجزائر ، واللهجة الزوارية ، واللهجة النفوسية، و اللهجة الغدامسية، ولهجة أوجلة، ولهجة سكنة بليبيا، واللهجة الطوارقية ببلاد الطوارق المحاذية للجزائر ومالي والنيجر، واللهجة السيوية في مصر. أما في تونس فيمكن الحديث عن مجموعات ساقية ومجورة وسند وتامزرات وشنين ودويرات وجربة. وتوجد مجموعة ئزناگن أو زناكة في الحدود الموريطانية-السينيغالية.
ويمكن أن نضع تقسيما آخر لانتشار الأمازيغية حسب القبائل، فهناك على العموم لهجات رئيسية يمكن حصرها في: اللهجات الزناتية،واللهجات المصمودية، واللهجات الصنهاجية. فاللهجات الزناتية تنتشر بشكل واسع في الجزائر وتونس وليبيا وتوجد بشكل أضعف في المغرب.أما اللهجات المصمودية فتوجد بشكل كبير في المغرب الأقصى. أما اللهجات الصنهاجية فتنتشر هنا وهناك في مناطق محددة في المغربين: الأوسط والأقصى، وفي المناطق الجنوبية المحاذية للصحراء.5
3/ مفهوم كلمة تيفيناغ:
تسمى كتابة الأمازيغيين بتيفيناغ أو تفنغ Tifinag أي خطنا أو كتابتنا أو اختراعنا، وقد وصلتنا هذه الكتابة مخطوطة عبر مجموعة من النقوش والصخور وشواهد القبور منذ آلاف من السنين، ولدينا من ذلك أكثر من ألف نقش على الصفائح الحجرية ، بل يفوق 1300 نصا .6
ومن ناحية أخرى، يذهب بعض الدارسين إلى أن تيفيناغ مشتقة من فنيق وفينيقيا. ويعني هذا أن اللغة الأمازيغية فرع من الأبجدية الفينيقية الكنعانية. وفي هذا يقول عبد الرحمن الجيلالي" لقد أقبل البربر على اللغة الكنعانية الفينيقية، عندما وجدوا ما فيها من القرب من لغتهم وبسبب التواصل العرقي بينهم وبين الفينيقيين".7
ويذهب الدكتور عزالدين المناصرة إلى أن اللغة الأمازيغية وأبجديتها فينيقية الأصل وكنعانية النشأة وعربية الجذور والأصول:" اللغة الأمازيغية متعددة اللهجات وهي قابلة للتطور إلى لغة راقية كالعربية وكتابتها بالحروف الطوارقية (التيفيناغ) هو الأصل، فالمفرد المذكر هو كلمة (أفنيق) مما يوحي فورا بكلمة فينقيا، وهذا يدلل على الأرجح أن اللغة الأمازيغية كنعانية قرطاجية، ولم تكن الكنعانية القرطاجية الفينيقية لغة غزاة، لأن القرطاجيين الفينيقيين هم الموجة الثانية من الكنعانيين. وبما أن أصل البربر الحقيقي هو أنهم كنعانيون فلسطينيون ولبنانيون على وجه التحديد، فإن السكان الأصليين للجزائر، البربر الأمازيغ، أي الموجة الأولى الكنعانية استقبلوا أشقاءهم الكنعانيين الفينيقيين ليس كغزاة، بل بصفتهم استكمالا للموجة الأولى. ومن الطبيعي بعد ذلك أنهم امتزجوا بالرومان والإغريق واللاتين. فالأصل أن تكتب الأمازيغية بحروف التيفيناغ التوارگية الكنعانية القرطاجية الفينيقية، وأصل هذه الحروف يعود إلى الكنعانية الفينيقية والعربية اليمنية الجعزية."8
وعلى أي، فكلمة تيفيناغ لايقصد بها الإحالة على الكتابة الفينيقية، بل نعني بها الكتابة أو الخط أو العلامة أو الحرف أو ما اخترعه الأمازيغيون.
الغريب :: الغريب العام :: منتدى اللغات :: النقاش الأمازيغي
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى